د.مهند عثمان التوم
dr.mohaned@alankabootmedia.com
في زمن عصفت فيه رياح الفرقة وتلاطمت أمواج الفتنة، تبرز من صميم أرض السودان قصة تعيد للنفوس يقينها وللقلب أمله، قصة تحكى عن كل أجزائه لنا وطن عن أهل الشمالية الأماجد، الذين استقبلوا إخوانهم من دارفور استقبال الأبطال، وبقلوب مفتوحة، وأذرع رحبة.
لم تتردد الشمالية لحظة في أن تكون الحضن الدافئ، والملاذ الآمن لأهل دارفور الذين ضاقت بهم الديار، وشردتهم يد الظلم تقاسموا معهم الخبز والماء والمسكن بل وتقاسموا معهم الأحلام والآمال لم يكتفوا بفتح بيوتهم بل فتحوا قلوبهم وأشركوهم في أفراحهم وأتراحهم، وأحسوا بوجعهم كأنه وجعهم.
هذا ليس حدث خبر عابر بل هو درس بليغ في الوحدة الوطنية، وتجسيد حي لمعنى أن نكون سودانيين في هذا الزمن الذي تكثر فيه النعرات القبلية، والأصوات النشاز يأتي هذا المشهد ليؤكد أن السودان أكبر من كل هذه الصغائر، وأن وحدتنا هي قوتنا، وتآخينا هو عزنا.
إنها ملحمة كرم سطرت بأحرف من نور قصة تروى للأجيال القادمة، ليعرفوا أن السودان رغم كل التحديات، لا يزال بخير وأن فيه قلوبا تنبض بالخير والعطاء، أهل الشمالية لم يمدوا يد العون فحسب، بل مدوا جسرا من المحبة والأخوة، ليعبر عليه أهل دارفور إلى بر الأمان والاستقرار.
فلنحتف بهذه المشاهد لنجعلها نبراسا يضيء لنا الطريق نحو مستقبل أفضل، مستقبل يسوده العدل والمساواة والتآخي، مستقبل نكون فيه جميعا شماليين ودارفوريين يدا واحدة وقلبا واحدا نبني وطننا ونعلي شأنه، لننس الخلافات ولنتحد في مواجهة التحديات، ولنجعل من السودان واحة أمن وسلام ومثالا يحتذى به في التآخي والتسامح.
