ممدوح حسن عبد الرحيم
إنه لن يكفيكم كيل بعير فذلك كيل أيسر فإن كل شيئ فعلتون بنا في ذاكرتنا ( وكل صغير وكبير مستطر ) وكلما لاح لنا بطشكم أو خطر وكلما طال بعدنا في حل او في سفر وكلما تحرك فينا الغضب أو زمجر وكلما طاف بنا طائف وتحكر سنظل نلعنكم ولن نغادركم لمحة بصر ستكونون منا دائما مرمي حجر سنرجمكم ولن نتحلل وسنتبختر فهل أنتم بشر
لم تكفيكم حربنا وأنتم من سعر لم تكفيكم أطلال بيوتنا وما تدمر دمعنا وقد إنهمر هل انتم بشر من أول طلقة كنتم أهل سفر وطاب لكم المستقر ونرجو أن يكون في سقر تربعتم في الإعلام بأناقة منظر وقد ظننتم ان الحقيقة لن تظهر وان شعب السودان قد قهر وشردته الحرب وقد إنكسر وسوف يرضي بالدنية ويستزل وينحسر هذا الشعب الكريم الذي سلمكم ثورته وكان يفتخر ضيعتم أمله وما كان يدخر فهل انتم بشر
طالما سقتوه كهشيم المحتظر يمنة ويسرة كأوراق الشجر في عاصفة المطر فهل ينسى ما ذاق منكم ومن عصابتكم ما لم يخطر على قلب بشر وما يلين له حتى الحجر وما يرق له حتى من كفر
فهل أنتم بشر
بكل وقاحة قد ظهرتم ونزلتم من برجكم العاجي ومن القمر تستعطفوننا رحمة منكم على من بقى منا يا حثالة البشر
إنكم لم تذوقوا ليلة واحدة مع هؤلاء الغجر يدخلون البيوت صباح ومساء وفي عز الظهر إنكم لم تذوقوا إهانة والد قد أخذت بنته امام عينيه عنوة وقهر لم تعرفوا ماذا يعني ان يداهمك الخطر من المسافة صفر انت واطفالك ولا ملجأ ولا وزر هل عانيتم الجوع والسهر والليل إذ أدبر هل ادان احد منكم او إستنكر هل صرح وجهر هل فكر وقدر ماذا تظنون بنا يا شر البشر
هل نسامحكم ونرضي بكم ونفسح لكم ممر هل ننسى هكذا ونمشي على الجمر هل نرضى طموحكم ونحتسي المر فوقوا من غفوتكم فقد فاتكم القطر وانتم في خطر كل ألسنة الخلق تدعوا عليكم في السحر وكل مشانق العالم قد نصبت لكم من خشب الشجر وكل أحجار الأرض قد جمعت لرجمكم حتى من كان منها أصغر لينالوا شرف رجمكم مع شيطانكم الأكبر وسيلفظكم حتى القبر اتركونا وابحثوا عن وطن آخر بعيدا عنا مليون شبر
