لواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد

بُعيد سقوط الفاشر في آخر اكتوبر الماضي ، ظنت المليشيا أن الطريق قد أصبح ممهدا للتوغل شمالا ووسطا ، فرمت بقضها وقضيضها في محاور كردفان شمالا وغربا وجنوبا لتطويق  واقتحام بابنوسة والابيض كأهداف رئيسية ، وبارا والدبيبات وكازقيل وما جاورها كأهداف فرعية أو مرحلية ، وسبقت هذه العمليات دعاية كثيفة ، وحملة تخويف وحرب نفسية وحديث عن اتجاه جنوبي على الدمازين وغيرها ، غير أن ذلك لم يغير في مسارات الخطة العسكرية للقوات المسلحة والقوات المساندة لها ، فمقدرات الجنجويد معلومة تماما ، وشفرتهم مفكوكة ، ولها سوابق في معارك الخرطوم والجزيرة وولايات الوسط ، برغم تعقيداتها بتمركز المليشيا في المباني ، وسيطرتها على براح واسع مفتوح يتيح لها قدرة الحركة والتنقل والامداد والاخلاء والفزع ، ولكن ارادة القتال الموفورة في رجال الجيش قد غلبت فورة حماسة ( *أولاد* *العوين* ) فلم تغن عنهم مخزونات السلاح ، ومنظومات التشويش ، ومرابض المدافع ، وقواعد الراجمات ، ومنصات الدرون ، وقطعان المرتزقة ، والدعاية عبر الفضائيات ( *اياها* ) واستماتة القحاطة في الدفاع عنهم وتبرير جرائمهم ، الا أنهم برغم ذلك ( *عردوا* ) وتركوا الخرطوم المستوطنة المقترحة لعربان الشتات ، وتقسيمهم البيوت والعمارات .
حيث هم الآن يقاتلون بآخر ما تبقى لديهم من عناصر مجبرة على القتال ، بعدما هلك مئات الآلاف برصاص الجيش ومن معه ، بينما آل دقلو المجرمين وذويهم آمنون هناك في العواصم البعيدة ، ويحشدون البؤساء ويسوقونهم لحتوفهم .
فالشمال يبدو لهم كما تبدو النجوم في الليل الحلوك ، والأبيض أبعد من تطالها يد الارتزاق  وقد كانت داخلها أيام الحرب الأولى وفي ساحات مطارها ، فلم يقر لهم قرار ، كيف لا وفيها ( الهجانة ) عمدة الجيش ، ورمز عزه ، ومناط فخره ، وكذلك بابنوسة التى داروا حولها بحثا عن منفذ للاقتحام فوجودها صماء كعزم رجالها في الفرقة ٢٢ بقيادة الفدائي الجنرال معاوية حمد ، والمقاتل الجسور الجنرال حسن درمود وبقية الفتية الصناديد وهم يذودون بفراسة وشراسة عن بابنوسة .
أما بقية المدائن الصغيرة فقد جعلت منها القوات المسلحة مصائد لفئران المليشيا فأفنت منهم الآلاف ولم يبق غير المرتزقة المخمورين والمخدرين .
ففي هذه الأيام  المباركات اكتسحت جحافل الجيش والمشتركة والدراعة والبراؤن اكتسحت عدة مدن شمال وغرب كردفان
أم سيالة ، بارا ، أم دم ، أم كريدم ، أم قرفة ،رحيوة ، كازقيل ، والمد متصل الى غاياته النهائية في دارفور وحدود السودان الغربية ، وفاء للعهد ، وتحقيقا للوعد بألا يكون لهذه المليشيا المجرمة أي أثر في حياة السودانيين بحول الله وتوفيقه ، وسيسقط تماما المشروع العلماني الفاجر تبعا لسقوطها لانه ربط نفسه بحبل المسد فأرداه في نار الغضب الشعبي .
فلله در جنودنا البواسل ، الرجال الأخيار ، والفرسان المغاوير ، وهم يطوون الأرض تحت أقدام الجنجويد ، ويبطلون سحرهم ، ويبيرون كيدهم ، ويردون صولات بغيهم ، ويدرأون فسادهم ، ولا يهابون قرح الحرب ومس ضرها احتسابا في سبيل الله .
لله در ضباطنا الأماجد الذين ابهروا الدنيا كلها بهذه المقدرات القيادية ، والفِكَر العبقرية في تصميم الخطط ، وتنفيذها في حيز ضيق ، وظرف ضاغط ، وعدو مسنود ، وخيانات الساسة من اليساريين الخبثاء .
لله در الشعب السوداني ( الشرس ) الذي لم يردعه التهديد ، ولم تخيفه الجموع ، ولم تفل عزمه حملات التشكيك ، فظل مرابطا مع جيشه ، يدعمه ، يشد من ازره ، حتى تحقق النصر بفضل الله ، ولم يبق الا القليل .
اليوم بارا وغدا نفرح بالمدن الأسيرة في دارفور
ويتم تشييع المليشيا والقحاطة الى مزبلة التاريخ حيث يستحقون

مبروووووك الانتصارات

هدنة بتاع فنليتك !!