ممدوح حسن عبد الرحيم
رمزية الصديق يوسف تبعث في قلوبنا الأمل وتخفف عنا الحمل
وسنظل نفتؤا نذكر يوسف حتى تحرير آخر شبر وحتى نعود إلى ديارنا ونستقر
سنظل نكتب بأقلام أهلنا الذين هجروا منازلهم ونحن منهم سنكتب بأقلاَهم التي هي كل أشجار السودان قد برئت وبكل مداد من نيلنا الدفاق فيه قد غمست سنكتب بكل لغة قد نطقت جمل وكلمات قد نظمت ولوحة بديعة قد رسمت وسنفضح قلوب قاسية قد طمست
سنكتب عن واقع كنا نعايشه ونشاهده قد اصطلينا بناره ومدافعه وكنا نصارعه دلف إلى بيتنا فخربه وسرق اللقمة من افهوانا وكلما ندخره وحطم مرقدنا وما نلتحفه
سنكتب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ( يا أسفاي على يوسف )
لن تصدق ما نكتبه ولا يحتاج إلى ترجمان هل حقا كان هنا في بيتنا إنسان هل كان في حينا سوق أو دكان هل كان فيه طير أو حيوان هل كان هنا من قبل عمران هل كانت هنا حياة  هل نصب لفرح صيوان هل كانت هنا روضة أو بستان أو مدرسة او جامعة لها شآن أو مسجد للصلاة وحتى رفع آذان هل كانت هنا خلوة أو حيران
هل كان هنا أمن وأمان
( إذهبوا فتحسسوا من يوسف ) قبل فوات الأوان
تفقدوا منازلنا اثاثاتنا والجدران تفقدوا أين ذهب الأهل والجيران
لن نسامحكم وقد جلبتم لنا العار وقد أعمى بصائركم الدولار وكنتم تظوننا مجرد أحجار تصفعوا خدنا الأيمن وندير لكم الأيسر بإنكسار نقول لكم لقد تغيرنا ألم تسمعوا الأخبار قد صحونا من غفوتنا وطلع علينا النهار قد مللنا الإنتظار كسرنا القيد وتسلقنا الأسوار
حاولوا من جديد خداعنا أم زاغت عنكم الأبصار
تمتعوا في فنادقكم وأرتعوا في نعيم الدولار أما نحن ففي خنادقنا ولفح الغبار وغدا بإذنه نعود إلى الديار ولن تجدوا ساعتها جحر فأر وسنرجمكم بالأحجار ولن تجدوا ظل يكنكم ولا اشجار ستجدون لظي الحميم ولفح نار وشرار
تقولون لنا إنها مجرد هدنة فأقبلوا بها
فأين كنتم عندما هجم على بيوتنا جراد الصحراء واخروجنا كالقطيع وقطعوا اوصالنا تقطيع ألم تقولوا لنا كيف  يخرجوا من دياركم وقد دخلوها عنوة وترويع قلتم يخرجوا وطيرانكم نسور الجو وضربهم الوجيع فأين كنتم
نعم كنتم أهل الحياد عندما وضعت كل ذات حمل حملها وشاب منا الرضيع وحوصرت الفاشر وفرض عليها التجويع جئتم الآن تحدثوننا بلسان الدعم السريع رفعت الأقلام وجفت الصحف بعد أن كتبت سقوطكم المريع