د.مهند عثمان التوم
dr.mohaned@alankabootmedia.com
أيها السودانيون يا أهل الكرم والجود يا صناع الحضارات ويا ورثة المجد التليد، إلى متى سنظل نراقب وطننا ينزف وأحلامنا تتلاشى ومستقبلنا يتآكل؟ إلى متى سنظل نتفرج على السفينة تغرق، قادرون على إنقاذها؟
لقد مر السودان بمنعطفات خطيرة وتجاوز محطات مؤلمة ولكنه لم يفقد الأمل ولم يستسلم لليأس ففي كل مرة كان ينهض من جديد وينفض عنه غبار الهزيمة ويستعيد عزيمته وإصراره، ولكن يبدو أن هذه المرة مختلفة فالجراح أعمق والتحديات أكبر والمخاطر محدقة، لقد فقدنا الكثير أيها السودانيون فقدنا الأمن والاستقرار وفقدنا الوحدة والتلاحم وفقدنا الثقة في أنفسنا وفي قادتنا، أصبحنا شعباً ممزقاً منقسماً على نفسه لا يجمعنا إلا اسم السودان، هل هذا هو قدرنا؟ هل هذه هي النهاية؟ بالطبع لا، فالسودان أيها السادة لا يزال يملك الكثير يملك شعباً عظيماً يملك ثروات هائلة يملك تاريخاً مجيداً يملك موقعاً استراتيجياً، كل ما يحتاجه السودان هو صحوة صحوة ضمير صحوة عقل صحوة إرادة.
صحوة تجعلنا نتجاوز خلافاتنا وننبذ تعصبنا ونعلي مصلحة الوطن فوق كل اعتبار صحوة تجعلنا ندرك أننا جميعاً في مركب واحد وأن مصيرنا واحد وأن قوتنا في وحدتنا صحوة تجعلنا نحاسب المقصرين ونكافئ المخلصين ونختار الأكفاء لقيادتنا، إن السودان أيها السادة ينتظرنا ينتظر أن نعود إليه أن ننفض عنه غبار الإهمال وأن نعيد إليه رونقه وجماله ينتظر أن نبني مستقبله بأيدينا وأن نجعله وطناً يليق بأبنائه وطناً يسوده العدل والسلام والرخاء والازدهار.
فهل نحن على استعداد للاستجابة لنداء الوطن؟ هل نحن على استعداد للتضحية من أجله؟ هل نحن على استعداد للعمل بجد وإخلاص لرفعته وتقدمه؟ إذا كان الجواب نعم، فإن السودان سينهض من جديد، وسيعود إلى سابق عهده بل وسيكون أفضل مما كان، فلنبدأ اليوم أيها السودانيون ولنجعل هذه اللحظة بداية جديدة بداية عهد جديد عهد الصحوة والنهضة عهد السودان الموحد القوي المزدهر.
