يواجه السودان اليوم كارثة إنسانية حقيقية، بعد تصاعد المعارك بشكل حاد بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. ففي بلدة بليل جنوب-شرقي نيالا (عاصمة ولاية جنوب دارفور) شنّت القوات المسلحة قصفاً جوياً على مقرٍّ تابع للدعم السريع، بينما قامت الأخيرة بالهجوم على مقرّ الفرقة 22 بولاية غرب كردفان، ودفعت بحشود كبيرة نحو المدينة للسيطرة عليها.
وفي السياق الإنساني، أعلن وزير المالية جبريل إبراهيم أنه لا هدنة أو تفاوض مع قوات الدعم، مُشدّداً على استرجاع مناطق مثل الفاشر ودارفور.
من جانب آخر، حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر من أن مستوى الأزمة في السودان لا يزال “في مستوى الخطر”. كما نبه برنامج الغذاء العالمي إلى أن نحو 25 مليون شخص يواجهون انعداماً حادّاً في الأمن الغذائي. حتى الآن، يُقدّر عدد النازحين منذ أبريل/نيسان 2023 بـ حوالي 12 مليون شخص.
وأشارت منظمات مثل المفوضية الأوروبية والمنظمة الدولية للهجرة إلى أن مدينة الفاشر تحوّلت إلى ما يشبه “مقبرة للإنسانية”، مع نزوح أكثر من 1.5 مليون شخص إلى تشاد، ونقص تمويل خطير لجهود الإغاثة.
أيضاً، تم توثيق حالات واسعة من العنف الجنسي كجزء من آليات الصراع، حيث أكّدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن الاغتصاب أصبح يُستخدم كسلاح حرب.

الخلاصة:
الأوضاع في السودان تجاوزت كونها مجرد مواجهة عسكرية أو نزاع محدد، ولاتزال تتجه نحو انهيار إنساني شامل ما لم يتم تحرّك عاجل داخلياً وإقليمياً لإيقاف الحلقات المتكرّرة من العنف والتهجير والانتهاكات.

المصدر:
موقع الجزيرة – خبر منشور بتاريخ 12 نوفمبر 2025. الجزيرة نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *