تحقيق: د.مهند عثمان التوم
مقدمة

تعد إدارة موارد الزكاة من أبرز التحديات التي تواجه الدول الإسلامية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها بعض المناطق، في السودان لعب السيد أحمد إبراهيم مقدم دوراً محورياً في تحسين إدارة هذه الموارد وتوجيهها بشكل فعال نحو المستحقين، من خلال تبني أساليب حديثة ورؤى استرتيجية واضحة.

الامين العام لديوان الزكاة مولانا حمد إبراهيم مقدم

أحمد إبراهيم مقدم شخصية عرفت في السودان وخصوصاً في دارفور بولاية وسط دارفور بفضل جهوده الكبيرة في تطوير المؤسسات الخدمية خاصة في مجال الصحة والتعليم والمياه، المتتبع لمسيرة مقدم يجده أنه كرس حياته لحل المشكلات المعقدة التي تواجه الفئات المستحقة وترك بصمة واضحة في ديوان الزكاة حتي بعد تقلده للأمين العام لديوان الزكاة بمبادراته التي تجاوزت التوقعات التقليدية بتحسن ملموس في جميع مجالات أداء الديوان.

تكليف مولانا أحمد مقدم في ظروف استثنائية

تم تكليف أحمد مقدم بإدارة ديوان الزكاة في فترة حرجة شهدت تدهوراً في البنية المؤسسية بسبب الحرب في السودان، لعب دوره بشكل استثنائي في كل من إعادة البناء والتطوير للمؤسسات المتضررةهذا التحدي كان هائلاً نظراً لفقدان العديد من الموارد وانقطاع السبل الاعتيادية لتقديم الخدمات الضرورية للفئات المستحقة.

إعادة ترتيب الإداري وتفعيل أدائها

أشرف مقدم على إعادة تشكيل البنية الإدارية لديوان الزكاة بهدف تحسين الفعالية والكفاءة، تضمنت هذه الجهود تحديث السياسات التشغيلية، تدريب الموظفين على أفضل الممارسات، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتتبع عمليات جباية وصرف الزكاة بدقة وشفافية أكبر، هذا التركيز على التحديث ساعد في تقديم خدمات أكثر تكاملاً وأمانة للفئات المستحقة والمكلفة.

استدامة البرامج والتطوير

وفي إطار رؤيته المستقبلية تم وضع استراتيجية لتطوير نظام إدارة الزكاة بشكل مستدام، مع التركيز على تدريب الكوادر المحلية وتطوير السياسات وتقييم الأداء بشكل دوري، كما عمل على تنويع مصادر التمويل وتوسيع الشراكات الدولية والمحلية لضمان استمرارية البرامج، وزيادة عدد المستفيدين بشكل مستدام.

اعتماد التكنولوجيا الحديثة

شهدت إدارة الزكاة في عهده طفرة نوعية بفضل الاعتماد على نظم معلومات حديثة، تم إنشاء قاعدة بيانات متكاملة تتيح تحديد أنسب الطرق لتوجيه الموارد بشكل دقيق وشفاف.

الأثر الاجتماعي والاقتصادي

تُظهر البيانات والإحصائيات أن المبادرات التي أطلقها ديوان الزكاة أسهمت بشكل كبير في تخفيف معاناة الفقراء والأسر المحتاجة، فقد تم توزيع أموال الزكاة على الفئات المستهدفة مباشرة، مما أدى إلى تحسين مستوى المعيشة وخلق استقرار اجتماعي، كما ساعدت هذه الجهود على تقليل معدلات الفقر خاصة في المناطق الريفية والأكثر تضرراً، مما انعكس إيجاباً على نسيج المجتمع بشكل عام.

وصول الزكاة إلى كافة المستحقين

وضع أحمد مقدم نظاماً شاملاً لتعقب وتوزيع الزكاة ما ضمن وصول الزكاة إلى مستحقيها في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك المناطق النائية والريفية التي غالباً ما تُغفل، استخدم نظاماً قائماً على البيانات لتحديد الاحتياجات بدقة وتوجيه الموارد بشكل فعال.

من أوائل المسؤولين الذين يصلون للمناطق التي حررها الجيش

في سياق حرصه على تقديم الدعم الفوري، كان مقدم دائماً من أوائل المسؤولين الذين يصلون إلى المناطق التي يعيد الجيش السيطرة عليها، وكانت هذه المبادرات تشتمل على تزويد هذه المناطق بالمساعدات الأساسية وإعادة بناء الثقة بين الحكومة والسكان المحليين، مما ساهم في تعزيز الروح الوطنية واللحمة الاجتماعية في البلاد.

وضع استراتيجية خمسية للزكاة

أعد أحمد مقدم خطة استراتيجية خمسية تهدف إلى تحسين إدارة الزكاة وزيادة فعاليتها وتأثيرها الإيجابي على المجتمع، تضمنت هذه الخطة خطوات محددة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحسين البنية التحتية التكنولوجية وضمان الاستدامة المالية للديوان.

ضمان انسياب المرتبات والمستحقات المالية لكافة العاملين

أحد الإنجازات البارزة لمقدم كان تحسين نظام صرف المرتبات والمستحقات المالية للعاملين في ديوان الزكاة، تأكد من أن العاملين يحصلون على مستحقاتهم في الوقت المناسب، مما أدى إلى تعزيز الاستقرار الوظيفي والرضا العام بين الموظفين حتي في المكاتب بالولايات المتوقفة عن العمل.

المساعدات الطارئة

قدم ديوان الزكاة بقيادة مقدم استجابات سريعة للمساعدات الطارئة، مستفيدًا من الشبكات المحلية شملت هذه المساعدات مواد غذائية، وخدمات طبية، وإيواء للفئات الأكثر تضرراً من الكوارث الطبيعية والنزاعات، واسناد العودة الطوعية للمواطنين الي منازلهم من داخل وخارج السودان.

برنامج المائة يوم

احتل ديوان الزكاة مكانة متميزة في تنفيذ برنامج المائة يوم، حيث حقق نسب أداء تجاوزت 70% عبر جميع الوحدات التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية. هذا النجاح يعكس التزام الديوان بإصلاح وتحسين العمليات وتقريب الخدمات من المستفيدين.

إشادات رسمية وأهلية دولية ومحلية

نال ديوان الزكاة تحت إدارة أحمد مقدم إشادات واسعة من جهات رسمية وأهلية على الصعيدين المحلي والدولي، كاعتراف بجودة وفعالية الخدمات المقدمة والخطط الاستراتيجية التي وضعتها القيادة لتحسين وتأمين موارد الزكاة على المدى الطويل.

التحديات والصعوبات

واجهت جهود مولانا أحمد إبراهيم مقدم العديد من التحديات، أبرزها تدمير البنية التحتية لمكاتب الزكاة الاتحادية والولايات التي شهدت حروب والصراعات المسلحة التي أضعفت الأمن وساهمت في تعطيل العمليات في بعض المناطق، ومع ذلك استطاع الامين العام وفريق عمله من  العمل على تجاوز معظم هذه العقبات عبر تعزيز الشراكات والإدارة الرشيدة.

خاتمة

تمثل جهود أحمد إبراهيم مقدم نموذجاً ناجحاً في إدارة موارد الزكاة، حيث استطاع أن يدمج بين الرؤية الاستراتيجية والتقنيات الحديثة، ليحقق أثراً ملموساً على حياة الكثير من المستحقين ومع مواجهته للتحديات، تبقى تجربته مصدر إلهام لكل المؤسسات والأفراد الراغبين في تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال إدارة فعالة وشفافة لموارد الزكاة، بما يعزز من استقرار المجتمع وتنميته.