قتيل وجريحان إثر صراع مسلّح في الطينة الحدودية

وقعت اشتباكات مسلّحة في مدينة الطينة الحدودية (على بُعد نحو 400 كيلومتر شمال غرب الفاشر، ولاية شمال دارفور) بين أفراد من التحالف السوداني، أدّت إلى مقتل أحدهم وإصابة اثنين آخرين، أحدهما في حالة خطيرة.

خلفية الحادث

ووفقاً لشاهد عيان يُدعى «أبو إبراهيم»، فقد نشأ خلاف داخلي بين المسلحين، تطوّر إلى تبادل إطلاق نار. وبيّن أنّ المدينة أصبحت – بحسب وصفه – «مسرحاً للتهديدات والنهب والسرقة من قبل المسلحين»، ما يعرّض المدنيين لحالة من الخطر اليومي.

الانتهاكات المصاحبة

القصة لا تقتصر على الاشتباك فقط، بل اشتملت أيضاً على قيام مسلحين بوقف المدنيين وتحقيق معهم بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع أو إرسال إحداثيات المدينة لقصفها، فضلاً عن كسر ونهب المحلات التجارية في السوق خلال الليل.

الوضع الأمني العام

وتشهد الطينة منذ مطلع نوفمبر الجاري توتّراً أمنياً ملحوظاً، بعد قصف جوي بمسيّرة استهدف مركز تدريب جنوب السوق الرئيسي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصاً وإصابة أكثر من 40 آخرين، بالإضافة إلى إغلاق السوق بالكامل والمستشفى الريفي، ولجوء سكّان المدينة إلى مخيمات لجوء داخل دولة تشاد.

التداعيات والآثار

الفاعل الأمني في المدينة لم يعد قادراً على ضمان سلامة المدنيين أو محاكمة الجناة، الأمر الذي يزيد من انعدام الثقة ويُعمّق الشعور بالعجز. كذلك، الهيمنة الميدانية للمسلّحين وغياب الحُكم المدني تشكّل معادلة خطيرة تُهزم فيها سيادة القانون وتُصبح فيه الأرواح رخيصة.

معالجة الوضع – مقترحات

من أجل معالجة هذه الأزمة، نرى أنّه من الضروري:

  • تحريك مؤسسات الدولة والأمن المختصّة لاستعادة ‎السيطرة الكاملة على مدينة الطينة وضمان حماية المدنيين.
  • تشكيل لجنة تحقيق مستقلة تشمل ممثّلين عن المجتمع المدني والأجهزة الأمنية لفحص الحادثات والاعتداءات المسلّحة.
  • تنفيذ برنامج لإعادة تأهيل البنية التحتية (السوق، المستشفى، الخدمات الأساسية) ودعم عودة المهجّرين.
  • إطلاق مبادرة أمنيّة-اجتماعية بالتعاون مع الزعامات المحلية لوقف عمليات النهب والتهديد وتوفير برامج بديلة للشباب المعرضين للتجنّد أو الجريمة.
  • تعزيز مراقبة حدود الدولة مع التشاد، لمنع تدخّل مسلّحين أو تهريب أسلحة أو تنقّل خارجي غير خاضع للرقابة.

بهذا، يمكن أن تبدأ خطوات فعليّة نحو استعادة الأمن والكرامة لساكني الطينة، وعدم ترك المدينة حُرماً للتجاوزات المسلحة وحياة المدنيين تحت التهديد.

مصدر الخبر: صحيفة دارفور24 الإلكترونية – تاريخ النشر: 16 نوفمبر