مقدمة
تشهد ولاية كردفان في السودان موجة من الأعمال العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بينما تتجه الأنظار إلى دارفور كمنطقة استراتيجية لمستقبل البلاد. يسعى الجانبان إلى فرض سيطرة ميدانية في صراع يمتد في طبيعته وأهدافه إلى مناطق أوسع من المعارك.
تكثيف العمليات في كردفان
شمال كردفان:
استطاعت قوات الجيش السوداني أن تسيطر على مدينة الأُبيض، عاصمة الولاية، وتوسعت في مناطق جديدة بعد فترة هدوء نسبي. وأثبت الجيش وجوده في مدن مثل أم روابة والرهد، محذرًا قوات الدعم السريع من خرق الخطوط الحمراء على الطرق الاستراتيجية بين الأُبيض وبارا. يُشكل إحكام السيطرة على مدينة بارا، البوابة نحو شمال دارفور، بعدًا استراتيجيًا محوريًا في تعزيز تواجد الجيش.
جنوب كردفان:
في مدينتي كادوقلي والدلنج، تشتد المعارك مع تواجد لافت لقوات “الحركة الشعبية – قطاع الشمال” التي تقاتل إلى جانب الدعم السريع. يُشير الوضع الثابت إلى استراتيجية الجيش في الثبات رغم الضغوط المتزايدة من الدعم السريع.
غرب كردفان:
تتعرض مدينة بابنوسة لضغوط هائلة من الدعم السريع و”الحركة الشعبية”، بينما تظل السيطرة على مواقع رئيسية مثل الفولة والمجلد والنهود محل نزاع مستمر.
تداعيات ومخاطر
– الواقع الإنساني: أفضى الصراع إلى أوضاع إنسانية متدهورة وازدياد حالات النزوح، مع مقتل الآلاف ونزوح الملايين.
– تفاقم الأزمات: تعيش المناطق المتأثرة تحت حصار، ما يزيد من تعقيدات إيصال المساعدات الإنسانية ويعمق الأزمة الاقتصادية.
– المخاطر الجيوسياسية: تتصاعد المخاوف من تأثير النزاع على الاستقرار الإقليمي، خاصة مع سيطرة الدعم السريع على مراكز ولايات دارفور.
أعين على دارفور
بينما يشتد النزاع في كردفان، يراقب الجيش والدعم السريع قوة السيطرة على دارفور. حيث يسيطر الدعم السريع على جميع مراكز ولايات دارفور، ما يمثل تحديًا رئيسيًا للجيش في استعادة السيطرة غربًا.
خاتمة
يبدو أن معركة السيطرة على كردفان وما يتبعها درجة من الهيمنة على دارفور ستكون حاسمة لمستقبل السودان. في ظل غياب أي بوادر للحوار، يظل المدنيون أكبر الخاسرين في حرب يشتعل فتيلها بقسوة وتبعاتها تتفاقم محليًا وإقليميًا.
