د.مهند عثمان التوم
dr.mohaned@alankabootmedia.com
منذ اندلاع الصراع في السودان برزت السعودية كلاعب رئيسي في جهود الوساطة والتهدئة ساعية الى ايجاد حل سياسي شامل ينهي الازمة، عبر مبادرات دبلوماسية مكثفة من منبر جدة وصولاً الى طلب الملك سلمان من الرئيس الامريكي ترامب التدخل من أجل اخماد نار الحرب في السودان
منبر جدة منصة للحوار استضافت السعودية بالتعاون مع الولايات المتحدة منبر جدة للمفاوضات بين طرفي النزاع في السودان، ويظل منبر جدة المبادرة الاكثر جدية حتى الان حول الحرب السودانية.
لم تقتصر جهود السعودية على الجانب السياسي بل امتدت لتشمل تقديم مساعدات انسانية عاجلة للشعب السوداني، سيرت المملكة جسرا جويا وبحريا لايصال الامدادات الطبية والغذائية واستقبلت الاف اللاجئين السودانيين على اراضيها.
يعكس طلب الملك سلمان من الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب التدخل لحل الازمة السودانية مدى اهتمام القيادة السعودية بانهاء الصراع، ويؤكد رغبة المملكة في حشد الدعم الدولي وتضافر الجهود لانقاذ السودان من دوامة العنف، وايضاً اجرت السعودية سلسلة من المشاورات والاجتماعات مع قادة دول اقليمية ودولية بهدف تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى حول كيفية التعامل مع الازمة السودانية، وسعت المملكة الى حشد الدعم لمبادرات السلام والتاكيد على اهمية الحفاظ على وحدة السودان واستقراره
تعكس هذه الجهود السعودية قلقا عميقا من تداعيات الازمة السودانية على الامن الاقليمي، فالسودان يمثل عمقا استراتيجيا للمملكة واي زعزعة للاستقرار فيه قد تؤثر على امن المنطقة باسرها كما ان السعودية تسعى الى الحفاظ على مصالحها الاقتصادية في السودان وتعزيز دورها كقوة اقليمية فاعلة تسعى الى حل النزاعات بالطرق السلمية
تبقى مساعي السعودية تجاه السودان محط انظار المراقبين في ظل استمرار الازمة وتفاقم الاوضاع الانسانية فهل تنجح الدبلوماسية السعودية في تحقيق اختراق حقيقي واقناع الاطراف المتنازعة بالجلوس الى طاولة المفاوضات وهل سيتم تنفيذ اتفاق منبر جدة الوقت وحده كفيل بالاجابة
