قدّم الرئيس السابق دونالد ترامب في تغريدة/تصريح عام له توصيف حاد للأوضاع في السودان، واصف البلد بأنه “أكثر مكان عنيف على وجه الأرض” ومشيرًا إلى أن ما يجري يعد “أكبر أزمة إنسانية”. يُظهر الخطاب ثلاثة أبعاد رئيسية: إنساني، دبلوماسي، وسياسي داخلي/انتخابي.

البُعد الإنساني: تأكيد ترامب على ندرة الغذاء والكوادر الطبية و”الحاجة الماسة” إلى المساعدة يسلط الضوء على واقع ميداني مأساوي يعكس انهيار الخدمات وانزلاق المدنيين إلى دوامة نزوح ومجاعة محتملة. استخدام عبارات قوية يعزز الحس العاطفي ويستدعي دعمًا دوليًا فوريًا، لكنه يفتقد إلى تفاصيل عن آليات المساعدة المقترحة أو الجهات التنفيذية التي ستتولى توصيل الإغاثة، ما يحدّ من قابليته للتحول إلى تدخل فعلي.

البُعد الدبلوماسي: يذكر ترامب طلبًا من “قادة عرب” وبشكل خاص ولي العهد السعودي لاستخدام نفوذ الرئاسة لوقف العنف، ما يضع الملف السوداني في إطار توازنات إقليمية يغلب عليها الاعتماد على دول الخليج الفاعلة ماليًا وسياسيًا. هذه الإشارة تؤكد على السعي لنهج متعدد الأطراف عبر شركاء إقليميين مثل السعودية والإمارات ومصر، لكنها تطرح تساؤلات حول تأثير مصالح هذه الدول على مسارات الحل، ومدى تماشي تدخلات دفعية أو سياسية مع متطلبات حماية الحقوق المدنية وفرض وقف حقيقي للأعمال القتالية.

البُعد السياسي الداخلي: خطاب ترامب يصبّ في خانة الزعامة الدولية القوية ويستعيد صورة “صانع القرار” الذي يتوسط لحل أزمات عالمية. تقديم نفسه كوسيط مطلوب من زعماء إقليميين يعزز من رصيده السياسي أمام قواعد مؤيدة تفترض قدرة على التأثير الخارجي. في المقابل، قد يستغل خصومه هذه التصريحات للقول بوجود تبعية أو اعتبارات تبادل مصالح بين واشنطن وقوى إقليمية.

يضم التصريح لهجة إنسانية وطنية حين يختم بـ”الله يبارك العالم”، محاولة لتأطير الرسالة في سياق أخلاقي عام. مع ذلك، تبقى فعالية هذا النوع من البيانات مرهونة بخطط تنفيذية واضحة، تعاون متعدد الأطراف، والتزام فعلي بتسهيل وصول المساعدات وحماية المدنيين. التصريح مهم في إبراز الأزمة لجمهور دوليّ، لكنه ليس بديلاً عن خارطة طريق عملية قابلة للقياس والتطبيق.