في أعقاب تصريحات دونالد ترامب المثيرة للجدل حول طلب ولي العهد السعودي منه التدخل لإنهاء حرب السودان، تتجه الأنظار إلى الكيفية التي سيتعامل بها الرئيس السابق مع هذه القضية المعقدة. وسط تساؤلات حول دوافعه الحقيقية وعلاقته المتشابكة بالقوى الإقليمية، هل سيتمكن ترامب من تحقيق انفراجة في الأزمة السودانية؟
تشير تصريحات ترامب إلى عدة محاور محتملة في تعامله مع الأزمة:
1. الاعتماد على النفوذ الشخصي: من المرجح أن يستغل ترامب علاقاته الوثيقة مع ولي العهد السعودي للضغط على أطراف النزاع، وعرض حوافز للتوصل إلى حل سياسي. قد تشمل هذه الحوافز وعودًا باستثمارات اقتصادية أو دعم سياسي.
2. التركيز على “صفقة”: يشتهر ترامب بنهجه العملي القائم على “الصفقات”، وقد يسعى إلى إيجاد حل يرضي جميع الأطراف، حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات مؤلمة.
3. مواجهة محتملة مع الإمارات: في حال ثبت تورط الإمارات في دعم أحد أطراف النزاع، قد يتخذ ترامب موقفًا متشددًا تجاهها، مهددًا بفرض عقوبات أو تقييد التعاون الاقتصادي.
4. نجاهل حقوق الإنسان: نظرًا لتركيز ترامب على المصالح الاستراتيجية والاقتصادية، فمن المرجح أن يتجاهل قضايا حقوق الإنسان والحريات المدنية في السودان، ما لم تؤثر بشكل مباشر على جهود تحقيق السلام.
يثير هذا النهج المحتمل تساؤلات حول مدى فعاليته واستدامته. فمن جهة، قد يتمكن ترامب من تحقيق تقدم سريع في المفاوضات، نظرًا لنفوذه وعلاقاته. ومن جهة أخرى، قد يؤدي تجاهل القضايا الجوهرية إلى حلول مؤقتة وغير مستدامة، تفاقم الأزمة على المدى الطويل.
كما أن علاقته بالإمارات ستكون حاسمة في تحديد مسار الأزمة. فإذا اختار ترامب مواجهة الإمارات، فقد يعقد ذلك جهود السلام، ويؤدي إلى تصعيد إقليمي. أما إذا اختار المهادنة، فقد يفقد مصداقيته كـ”وسيط نزيه”.
الخاتمة:
يبقى مصير السودان معلقًا بين طموحات ترامب، وتعقيدات السياسة الإقليمية. فهل يتمكن الرئيس السابق من تحويل تصريحاته إلى أفعال ملموسة؟ وهل ينجح في تحقيق السلام في السودان، أم أنه سيضيف فصلًا جديدًا إلى سلسلة إخفاقات التدخلات الخارجية؟ وحده المستقبل كفيل بالإجابة.
