د.مهند عثمان التوم
dr.mohaned@alankabootmedia.com
في تصريح مفاجئ زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طلب منه شخصياً التدخل لإنهاء الصراع الدائر في السودان، تأتي هذه التصريحات في خضم أزمة إنسانية متفاقمة وتساؤلات متزايدة حول دور القوى الإقليمية والدولية في تأجيج أو إخماد نار الحرب، فهل يمتلك ترامب مفاتيح الحل وخصوصاً في السودان؟ وهل سيكون تدخله حاسم في تحقيق السلام المنشود؟
هناك ما لم يفصح عنه أو يوضحه ترامب طبيعة الشيء الذي طلب منه ولي العهد السعودي القيام به، إلا أنه أشار إلى علاقات قوية تربطه بالقيادة السعودية تؤهله للعب دور محوري في حل الأزمة السودانية وأنه يمتلك القدرة على إقناع الأطراف المتنازعة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات ووضع حد لإراقة الدماء بثقة عمياء.
المتتبع لتصريح ترامب أنه لم يغفل الإشارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة المتهمة بدعم أحد أطراف النزاع في السودان، والمنافسة للمملكة العربية السعودية على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، في تلميح مبطن أكد ترامب أنه سيتعامل بحزم مع جميع الأطراف التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وتقويض جهود السلام، وهي نقطة يجب التوقف عنها كثيراً.
تثير هذه التصريحات تساؤلات جوهرية حول مدى جدية ترامب في مساعيه المعلنة، وإمكانية تحقيق اختراق حقيقي في الأزمة السودانية.
ننتظر و نرى ما إذا كانت تصريحات ترامب ستتحول إلى مبادرة فعلية على أرض الواقع، أم أنها مجرد مناورة سياسية تهدف إلى استعادة الأضواء، الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.