ضمن جهودها المستمرة لدعم استقرار السودان وطمأنة المجتمع الإقليمي والدولي، أكدت مصر وتركيا على أهمية الحلول السياسية الشاملة لإنهاء الأزمة المستمرة في السودان. جاء ذلك خلال مباحثات رسمية جمعَت بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، حيث شدد الطرفان على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، مع دعم مؤسساته الوطنية في سبيل بناء مستقبل مستقر وآمن.
وألقى عبد العاطي الضوء على أن التحرك الفاعل والتسوية السياسية الشاملة تعدان الطريق الأمثل لتحقيق تطلعات الشعب السوداني، معبرًا عن أهمية دعم المؤسسات الوطنية وتعزيز الحوار بين جميع الأطراف المعنية. وأكد أن الحلول العسكرية أو التصعيد لن تفضي إلا إلى تعميق الأزمة وزيادة العوائق أمام استقرار السودان.
وفي إطار اتفاق الطرفين، أكدا أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة، مؤكدين على ضرورة تفعيل جهود المجتمع الدولي والإقليمي لتحقيق هذا الهدف، بما يضمن استقرار السودان ويحفظ أمن المنطقة بأسرها.
…………………………………
يمثل هذا البيان دلالة واضحة على تغيير في مواقف بعض القوى الإقليمية من الملف السوداني، حيث تتجه مصر وتركيا نحو دعم الحلول السياسية، في مقابل تصعيد استراتيجي وتقوقع على خيارات السلام والحوار، بعيدًا عن الحلول العسكرية والصراعات الداخلية.
هذه المواقف تعكس حرص الدولتين على تعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل التداعيات الخطيرة التي تواجهها السودان، من نزاعات مسلحة وأزمات إنسانية وسياسية. كما أن التصريحات تؤكد أن الحلول العسكرية لم تعد خيارًا مقبولًا أو فعّالًا، وأن إيرانيا وفي إطار الدعم الدولي، ينبغي الاعتماد على المبادرات السياسية والدبلوماسية لتحقيق السلام.
قد تساهم هذه التصريحات في تفعيل جهود عربية وإقليمية ودولية متعددة، ما يعزز فرص التوصل إلى توافق وطني سوداني يضمن استدامة السلام والأمن، مع ضرورة مراقبة تنفيذ التفاهمات على أرض الواقع، لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.
