د.مهند عثمان التوم أحمد
dr.mohaned@alankabootmedia.com
أيها الأحبة يا أبناء النيل الكرام يا ورثة كوش ومروي، بينما تتراقص خيوط الشمس الذهبية على مياه النيل الخالد شاهدةً على عظمة تاريخنا، يظل السودان الوطن الذي احتضن الحضارات، يعاني وطأة الجراح أثقلت كاهله وأدمت قلبه وأطفأت بريق الأمل في عيون شبابه تماماً كشجرة عتيقة تعاني من الإهمال.
الأمن والأمان ليسا مجرد كلمتين عابرتين تتداولها الألسن، بل هما نبض الحياة الذي يسري في عروق الوطن، وعماد الاستقرار الذي يحمي صروحه من التصدع، والركيزة الأساسية لبناء مستقبل زاهر تتطلع إليه الأجيال، فكيف لنا أن نحلم بغدٍ مشرق وأرضنا ترتوي بدماء الأبرياء وتئن تحت وطأة الصراعات؟ وكيف لنا أن نبني صروح التقدم وأصوات الرصاص تعلو فوق صوت الحكمة وتخفت معها أصوات المبدعين والمفكرين؟
السودان بتاريخه العريق الذي يمتد لآلاف السنين وحضارته الضاربة في جذور التاريخ التي أضاءت دروب الإنسانية يستحق أن يعيش في سلام وأمان يستحق أن ينعم أبناؤه من كل قبيلة وعرق بحياة كريمة لا يشوبها خوف أو قلق حياة تليق بإرثهم العظيم، يستحق أن تتوحد جهوده وتتضافر قواه لبناء مستقبل مشرق ينعم فيه الجميع بالرخاء والازدهار، كأرض خصبة تسقى بماء الوحدة والتعاون.
فلنجعل الأمن والأمان هما شعارنا الخالد وهدفنا الأسمى، ومبتغانا الذي لا نحيد عنه لنعمل بروح الفريق الواحد، متجاوزين خلافاتنا وموحدين صفوفنا لبناء سودان جديد يسوده العدل والمساواة والتسامح الذي عرفناه في أسلافنا والمحبة التي تجمعنا على أرض واحدة، سودان ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان والرخاء والازدهار، ويستعيد مكانته اللائقة بين الأمم، أليس هذا ما يستحقه السودان، أرض الأصالة والكرم؟ أليس هذا ما نطمح إليه جميعاً ونعمل من أجله بكل ما أوتينا من قوة؟
